• 

• 

• 

أحيانًا لا تحتاج إلى حذف كل حساباتك، بل فقط إلى استراحة واعية تعيدك إلى نفسك. فوسائل التواصل، رغم فوائدها، تستهلك طاقتنا دون أن نشعر، وتغمر عقولنا بأصوات الآخرين حتى نفقد صوتنا الداخلي.

ابدأ بخطوة بسيطة: حدّد مدة استراحتك، يومًا واحدًا أو أسبوعًا، وكن واضحًا مع نفسك بشأن السبب — هل تحتاج إلى الهدوء؟ إلى التركيز؟ إلى الشعور بالواقعية من جديد؟ كتابة هذا السبب في ورقة ستذكّرك بالنية كلما شعرت بالرغبة في العودة.

ثم أعد ترتيب مساحتك اليومية: استبدل لحظات التمرير الصامتة بعادات تُغذّيك — قراءة، تأمل، نزهة قصيرة، أو حتى صمت تام مع فنجان قهوة. ستكتشف كم من الوقت كان يُستهلك دون وعي، وكم من السلام يمكنك استعادته حين تُغلق الشاشة.

في البداية، قد تشعر بالفراغ أو الملل، لكن لا تهرب منه. هذا الفراغ هو المساحة التي تبدأ فيها بالشفاء من التشتيت، وتستعيد قدرتك على التركيز، والتواصل الحقيقي مع نفسك ومع من تحب.

الاستراحة القصيرة ليست انسحابًا من العالم، بل عودة إلى التوازن. وعندما تعود إلى وسائل التواصل، ستعود بعينٍ أكثر وعيًا، تعرف متى تفتح، ومتى تغلق — لأنك أصبحت أنت من يختار، لا الشاشة